«أتستسلمُ الآن؟» قصيدة للشاعر علي النهام

« أتستسلمُ الآن؟» قصيدة للشاعر علي النهام
« أتستسلمُ الآن؟» قصيدة للشاعر علي النهام

« أتستسلمُ الآن؟» قصيدة للشاعر علي النهام

 

أتستسلمُ الآنَ؟!

قلْ لي..

فما كنتَ يومًا جبانًا

ولا كنتَ غرًّا

تخافُ اقتحامَ الخطوبِ

وما كنتَ تخشى العواصفَ حين تثورْ

 

أتستسلمُ الآنَ..

والنهرُ يجري غرامًا بقلبٍ تدلَّى

على ضفّةٍ من أعالي الحنينِ

وفي الماءِ سرٌّ

وظلٌّ

وطفلٌ

وموجٌ يعيدُ استلافَ الزمانِ

ويفتحُ بابًا على كلِّ سُورْ؟

 

أتختبئُ الآنَ..

بينَ الحشودِ

التي ترقبُ الماءَ خلفَ التلالِ

وتدعو لشمسِ الضحى بالكمالِ

وتُلقي إلى النهرِ كنْهَ السؤالِ

وأنتَ الذي كنتَ للنهرِ قلبًا

وللشمسِ ظلًّا

وللصبحِ طلًّا

وكنتَ ترتّبُ لليلِ أحلامَه الغافياتِ

وتشعلُ في الأمسياتِ البخورْ؟

 

يظلُّ السؤالُ البريءُ اختصارًا

لما قد مضى من حكايا القلوبِ

وتبقى الدروبُ شهودًا

على كلِّ ليلٍ ينادي الصباحَ متى

على كلِّ شوقٍ يخبّئُ ألفَ جوابٍ بعينِ الفتى

على كلِّ ما قد يعيدُ الغيابَ

إلى وارفاتِ الحضورْ

 

وعندَ اكتمالِكَ في رؤيةِ القادمِ المُشتهى

لكَ الأمنياتُ الكبارُ

وفجرٌ قريبٌ سيولدُ منهُ النهارُ

ودربُ العروجِ إلى سدرةِ المنتهى

لأنَّ الوصولَ انصهارُ

وتلكَ المسافاتِ نورٌ ونارُ

وحينَ سماءُ التداني تمورْ

فإنَّ المحبّةَ بعثٌ

وهذي الحياة نشورْ